اصل الروحانيات

الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على خير الأنام محمد و على آله و صحبه.




في الأصل، لم يوجد في النصوص الدينية حين الكلام عن فضائل القرآن إلا الملائكة و النور و الحافظ المستور. ثم تحول الأمر بعد ذلك إلى التعلق بما يسمى خدام السور و الآيات حتى أصبحنا، وفق قانون التناسب، نطلق على بعضهم إسما مشتقا من إسم السورة أو من بعض محتواها أو ما ورد فيها من أسماء (عبد الواحد و عبد الصمد لسورة الإخلاص كمثال. و حتى كندياس أغلب حروفه توجد في لفظة الكرسي...).




في الأصل كان هذا:


1) (أن أسيد بن حضير بينما هو في مربده يقرأ إذ جالت فرسه، فقرأ فجالت فرسه قال: فانصرفت وكان يحي (ابنه) قريبا منها. قال: خشيت أن تطأ عليه فرأيت مثل الظلة فيها أمثال السرج عرجت في الجو حتى ما أراها، فقال : تلك الملائكة كانت تستمع لك، ولو قرأت لأصبحت يراها الناس ما تستتر منهم).


2) ( ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه إلا غشيتهم الرحمة ونزلت عليهم السكينة وحفت بهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده ومن أبطأ به عمله لم يسرع به نسبه).


3) (...فأصبحت فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما فعل أسيرك البارحة؟)) فقلت: يا رسول الله، زعم أنه يعلمني كلمات ينفعني الله بها فخليت سبيله، قال: ((ما هي؟)) قال لي: إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي من أولها حتى تختم الآية: ﴿ الله لا إله إلا هو الحي القيوم ﴾، وقال لي: لن يزال عليك من الله حافظ، ولا يقربك شيطان حتى تصبح، وكانوا أحرص شيء على الخير. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((أما إنه صدقك وهو كذوب، تعلم من تخاطب من ثلاث ليال يا أبا هريرة؟)) قلت: لا. قال: ((ذاك شيطان)).






ثم إنّ من الروحانيين ممن وصل إلى أن التقى مع ما يراه خدام سورة معينة بعدما خدمها، لا نكذبهم في ذلك. فلا شك أن ثمة رجل قرأ سورة الإخلاص عددها و أكل في رياضته الخبز و الزيت ثم التقى بمخلوق قال له و أقسم له أنه عبد الواحد.


الأسئلة:


1) لماذا لم تتأسس مؤسسة خدمة السور و مؤسسة الخدام في صدر الإسلام، هل نحن أحسن حالا من آل بيت رسول الله و صحابته حتى تخدمنا خدام السور و لم يأتي أثر على أنها خدمتهم !!


2) أم أننا ضعاف الإيمان و أولائك خدمتهم الملائكة و نحن تخدمنا مخلوقات أقل نورا (على قد نياتكم و إيمانكم ترزقون).


3) هل يحتاج القرآن أن تخدمه الجان؟ إذا كان القرآن من نور و الجان من نار، أيحتاج النور للنار؟


4) لماذا لا تكون خصائص القرآن الروحانية ذاتية في الحرف القرآني ملازمة له، فآية الكرسي حرفها و صوتها هالة نورانية ذاتية تعمل أوتوماتيكيا ضد الشياطين. و هنا السؤال: هل إذا مات الخدام الذين على وجه الأرض و ماتت الملائكة جميعا، ألن يعمل القرآن، ألن يكون له أثر!!!


5) طيب و ماذا عن هؤلاء الخدام الذين يخرجون للبشر و يقولون لهم نحن خدام سورة الإخلاص، هل يكذبون عليهم و يموهون، و لماذا لم ينتصبوا لخدمة سور القرآن إلا بعد ما مات صاحب الشريعة، أليس كان حريا بهم أن يخدموه هو أولا، فما قرأ القرآن أحد كما قرأه و هو الذي أنزل عليه؟.


6) و في الأخير: ما معنى خدمة و ما معنى خدام

الف شكرا